كانت تحاول دائمًا التأكيد على أنها تخلصت منه رغم معاناتها
في الخفاء ولم تستطع أبدًا هزيمته وظلت الأعراض مصاحبة لها حتى وفاتها، صراع الأميرة
ديانا مع مرض "البوليميا" أو النهام العصبي، يحمل العديد من الجوانب
ولكنها كانت ترجع سبب شراهتها في تناول الطعام إلى أسباب نفسية تتعلق بسوء علاقتها
مع زوجها الأمير تشارليز، وكذلك داليدا أيضًا كانت تعاني من نفس المرض حيث كانت تتناول
كميات كبيرة من الطعام وبعدها تشعر بالذنب خوفًا من زيادة وزنها لتقوم بالتقيؤ عن
عمد وهو ما جعلها تصاب باكتئاب.
قصص كثيرة لنجوم ومشاهير وأشخاص عاديين مع مرض
"البوليميا" ورغم تشابه الأعراض، إلا أن السبب يختلف بين قصة وأخرى
والبعض يتساءل هل "البوليميا" مرض نفسي؟، أم يحتاج لطبيب تغذية لعلاجه
والكشف عن أعراضه.
تختلف القصص والسبب واحد
ووصفت دكتورة وعد أمين، طبيبة تغذية، "البوليميا" بأنه اضطراب في الأكل يخفي خلفه مشاكل نفسية، وتوضح أن
أصحاب هذا المرض يجتمعون في شيء واحد وهو الشعور بعدم الثقة بالنفس ورفض المجتمع
لهم، وهو ما يجعلهم غير راضين على شكلهم ومن هنا تبدأ المعاناة والأعراض.
إذا ما هي الأعراض؟!
من الصعب أن يلاحظ أحد أعراض "البوليميا" على
غيره لأن معظمها يكون في الخفاء، وتتابع دكتورة وعد، أن المريض بالبوليميا يعي جيدًا
أن لديه مشكلة في الكميات الكبيرة التي يتناولها من الطعام لذلك يحرص على أن يتم
ذلك بعيدًا عن عيون الناس، كما أن ظهوره بوزن طبيعي يجعل من الصعب اكتشاف أعراض
المرض عليه، فغالبًا يكون مريض البوليميا أحد يشبهنا، ولكن هناك علامات.
بتبدأ بالوحدة وتنتهي بالشعور بالذنب
الميل للوحدة والابتعاد عن الأشخاص والشعور الدائم بعدم
الشبع والهوس بعدم زيادة الوزن، جميعها أعراض من الممكن أن تتطور لتصل بنا إلى
"البوليميا"، ويؤكد دكتور أحمد عبدالباري طبيب التغذية أن الشعور
بالذنب بعد تناول أي وجبة دسمة ومحاولات التخلص من الطعام الذي تناولناه من
الأعراض القوية لمرض البوليميا، كما أنه لابد من عدم ترك نفسنا ضحية لشهيتنا تحت
مسمى "أصل أنا مكتئب"، وإذا شعرت بأي عرض له علاقة باضطرابات الأكل أو
عدم التركيز والجوع الدائم رغم تناول كميات كبيرة من الطعام عليك بزيارة طبيب
تغذية فورًا.
مرض البوليميا يؤدي إلى الوفاة في هذه الحالة!
نعم من الممكن أن يؤدي للوفاة، هكذا كان رد دكتور أحمد
عبدالباري، على سؤال هل هذا المرض مميت؟!، ويتابع دائمًا يذهب مريض البوليميا إلى
الطبيب في مرحلة متأخرة وعادة يكون قد وصل إلى قمة الأعراض وأصبح لا يستطيع
التعايش معها، حيث تكون المراحل عبارة عن نوبات الشراهة
ويصل المريض إلى تناول كمية أكل تتعدى 2000 سعرة حرارية خلال ساعة ويمكن أن تصل إلى 7000 سعرة حرارية في وقت صغير، وهي وسيلة للتخلص من الضغوط التي يشعر بها لأن
تناول الطعام يؤدي إلى الشعور بالسعادة المؤقتة أو الاستمتاع اللحظي، لكن ما أن
ينتهي المريض من تناول الاكل يبدأ بالشعور بالذنب ويشعر بالخجل ويدخل في حالة
تأنيب الضمير فيدخل في نوبات تقيؤ متعمد عن طريق وضع الأصابع في الفم واستفراغ كل
الطعام أو القيام برياضة عنيفة إلى أن نصل للمرحلة الأخيرة وهي الانقطاع عن الطعام
لفترات طويلة لشعوره بالتعب من التقيؤ ومن ثم يحدث الوفاة.
ما هو العلاج المناسب؟
في خطوات بسيطة تقدم دكتورة وعد أمين، علاجًا لمرضى
البوليميا ولكن بشرط أن يدركون أهمية احتياجهم للعلاج في مرحلة المرض المبكرة
ومنها العلاجات النفسية والعلاج السلوكي الإدراكي وبرامج المساعدة الذاتية أو جلسات
علاج شراهة الطعام وهي موجودة في مراكز الإدمان، إدارة التوتر وعدم إستخدام كلمة اكتئاب لتبرير سلوكيات الأكل الخاطئة.