من منا لا يحب الفطير المشلتت مع طبق العسل الأبيض أو الأسود المخلوط بالطحينة أو الجبنة القديمة والمِش، ففي الواقع، لا يختلف الكثير عن حبه سواء كان كبيرا أو صغيرا، بطعمه المختلف واللذيذ، والمعروف عن الفطير المشلتت أنه من الأكلات التي يصعب تحضيرها، وتأخذ وقتا ومجهودا كبيرا، ويشتهر الناس في القرى الريفية بالتفاني في تحضيره خاصة في المناسبات، ولكن في السطور التالية، سنقدم لكم طريقة عمل الفطير المشلتت الفلاحي بأسرار الشيف فاطمة أبو حاتي.
4- توضع العجينة في صينية مدهونة بالزيت أيضًا، وتترك جانبًا وتفرد قطعة من العجينة الأخرى بحجم الليمون، ويدهن ما بين طبقات فطير الزبدة وترص طبقات الفطير فوق بعضها، وأول طبقة من العجينة بحجم اليوسفي وباقي طبقات العجينة الأصغر (بحجم الليمون) وقومي بطيها من الجوانب حتى الحصول على مربع.
5- تلم الأطراف حتى تصبح على شكل دائرة وتترك لترتاح 10 دقائق.
6- داخل صينية مدهونة بالسمن، توضع العجينة ويتم إضافة القشطة على الوجه بحيث تفرد القشطة على العجينة بسمك مناسب متوسط.
7- يدخل الفطير فرن ساخن جدا على أعلى درجة حررة، ويوضع على الشبكة حتى الحصول على اللون الذهبي، وعند إخراجه يُغطى جيدًا للحصول على فطير طرى ومميز.
ويقال أن الفطير المشلتت أصله مصري، وبدأ صنعه منذ عصر القدماء المصريين، وكانوا يقدمونه كحلوى للآلهة في المعابد، كما كانوا يضعونه مع المتوفين في المقابر، لأنهم كانوا يحضرونه من عناصر لها قيمة كبيرة جدًا عندهم، وهي السمنة والدقيق والعسل، وكان يسمى في مصر القديمة "بالفطير الملتوت"، وتم وضعه مع المتوفين فى المقابر اعتقادًا منهم فى البعث والخلود.
وقد عثر على نقش في مقبرة رخميرع، وهو وزير من عصر الملوك تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني، عن طريقة "الملتوت" المحلاة بالعسل والسمن،والتي تبدو قريبة من الفطير المشلتت الحديث، وكانوا يعدون هذا الفطير من عناصر لها قيمة كبيرة لديهم مثل السمن، والدقيق الصافي والعسل، ليصبح شيئًا عظيما يقدم للآلهة، وكذلك كان يقدم للعمال والموظفين كأجر عن عملهم، حتى أن المصري القديم من شدة تقديسه للملتوت كان يعتقد أن إجادة الفتيات لعمل الفطير إجادة تامة يعد علامة على أنها نضجت وأصبحت جاهزة للزواج.
وسمي الفطير بـ"الملتوت" أو "المطبق" لأنه مكون من طبقات فوق بعضها، ثم تحولت الكلمة بعد ذلك وأصبحت "مشلتت"، وتوارثنا هذه الأكلة أجيالا بعد أجيال حتى أصبحت من أشهر الأكلات التي تتميز بها مصر.
أما في العصر الفاطمي والمملوكي، والذي كان حافلا بأنواع كثيرة من الحلويات المصرية، بدأت تظهر الوجبات والعادات الباقية إلى يومنا هذا، ونظرًا لحركة التجارة ومرور جنسيات مختلفة على مصر، انتقل الفطير "المتلوت" إلى أوروبا، وأصبح اسمه "شلتوت" ثم "مشلتت" وظهر نوع من الفطير يسمى "الفطير الهلالي"، واستوحت فرنسا فكرة "الكرواسون" من الفطير المشلتت المكون من عدة طبقات، ولكنه كان يعد بطريقة أقل دسما.
ومع مرور الأيام أصبح الفطير المشلتت جزءًا من المأكولات المترسخة في الثقافة المصرية لتتوارثه الأجيال من بعضها البعض، وأصبح يقدم للضيوف كتعبير عن الحفاوة بهم، وانتقلت طريقة عمله من الريف والصعيد إلى الدلتا وأصبح يُقدم في الأعياد، والمناسبات، والأفراح، ويقدم للعرائس في "الصباحية" لما يحتويه من عناصر غذائية.
الفطير المشلتت
فطير مشلتت
All rights reserved. food today eg © 2022