سجلتها "الإيسيسكو" ضمن المعالم الأثرية.. تعرف على تاريخ سيوة القديم والمسجد العتيق بمطروح | صور
الأربعاء , 14-07-2021 1:50 م
AAA
بعد مرور ثمانية قرون من الصمود، كمعلم أثري شاهد على التاريخ اعتمدت مؤخرًا المعالم الأثرية مثل: قلعة شالي، وقصر البارون، والمتحف المصري ضمن قائمة لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو.
وخلال السطور التالية نوضح أهمية هذه المعالم الأثرية وتاريخها العريق، الأمر الذي جعلها تسجل لدى منظمة العالم الإسلامي للتربية، والعلوم، والثقافة، والإيسيسكو.
سيوة القديمة
على مساحة 3 كم تقع قرية سيوة القديمة أو قلعة شالي بالغة الأمازيغية والتي ينتمي إليها سكان الواحة، حيث تم بناؤها في القرن الثاني عشر الميلادي، من مادة الكرشيف المحلية وهي عبارة عن "طين ممزوج بالملح وسن الزلط" وبشكل معماري مميز، حيث اتخذت الشكل الهرمي، والذي يتشابه مع طبيعة التلال الرملية في المنطقة الجنوبية الغربية للحدود المصرية مع ليبيا، حيث كانت بنايات الواحة القديمة ملاذ أمان من هجمات اللصوص والغزاة الذين كانوا يستهدفون المحاصيل الزراعية من التمور، والغلال، وأموال، ونساء الأهالي.
مواجهة الغزاة
وكان المبيت ليلاً داخل بنايات قلعة شالي، والذي كان يصل عدد أدوار بعض بيوتها إلي سبعة طوابق، مختصراً فقط علي كبار السن من الرجال، والنساء، والأطفال، أما الشباب فيظلون يحرصون أسوار القلعة لمواجهة هجمات الأعداء المحتملة من البربر، وقطاع الطرق، أو الحيوانات المفترسة في أي وقت.
وظل أهالي واحة سيوة يسكنون فيها ويحتمون بها حتى عام 1820، ومع وصول قوات الجيش المصري حينذاك في عهد الوالي محمد علي، والذي فرض الأمن بالواحة جاء النزول النهائي والأخير لسكان "شالي" أو"سيوه "في عام 1926م.
المسجد العتيق
أما المسجد العتيق الذي يعد من المساجد الفريدة في طرازها المعماري على مستوى العالم وهو من أقدم مساجد الواحة، وتم بناؤه هو الآخر من مادة الكرشيف سنة 500 هجريًا، ويقع أعلى جبل إدرار، والذي بنيت عليه أطلال مدينة شالي القديمة والتي تعنى باللهجة السيوية المدينة.
ويتكون المسجد من مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثلاث بلاطات موازية لجدار القبلة ومقسمة بواسطة ست دعامات ضخمة برميلية الشكل حاملة لسقف المسجد، وهو مغطى ببراطيم خشبية من جذوع النخيل، له بابان أحدهما في الجهة الغربية، والآخر بالجهة الشرقية، وأضيفت مساحة للمسجد من الخارج أن له بابا يفتح على الجهة الشرقية بجوار الباب الآخر، على يمين هذه المساحة المضافة يوجد فيها السلم الصاعد للمئذنة، وهى مئذنة ضخمة كبيرة متشابهة مع مآذن المساجد في المغرب والأندلس، طراز الصوامع، حيث تتميز بأنها مكعبة القاعدة وتتصاعد على هيئة مربعة تضيق كلما ارتفعنا لأعلى.
مزار أثري
وتم إخضاع قلعة شالي، والمسجد العتيق إلي قطاع الآثار الإسلامية بهيئة الآثار في عام 2008م، حيث تقرر ترميمها، واعتمادها كمزار أثري، وادخلها ضمن خطة ترميم الآثار، والتي تعثرت منذ عام 2011م، وتم العمل بالفعل في ترميمها العام الماضي بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
ويقول عصام عبد الغني، رئيس مركز ومدينة سيوة، إنه من المنتظر أن تشهد الواحة طفرة سياحية كبيرة، بعد فتح قلعة شالي كمزار سياحي، والترويج لها دولياً وخاصة بعد بدء العمل في ازدواج الطريق الرابط بين الواحة، والطريق الدولي الساحلي المؤدي إلي مدينتي مرسي مطروح، والعلمين الجديدة بمطارها الدولي، وهو سينعكس إيجابيًا علي سرعة، وسهولة الوصول إلى الأفواج السياحية.
كانت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية، والعلوم، والثقافة الإيسيسكو في اجتماعها الأخير بمدينة الرباط اعتمدت تسجيل المتحف المصري بالتحرير، ومدينة شالي بواحة سيوة، وقصر البارون بحي مصر الجديدة على قائمة منظمة العالم الإسلامي للتربية، والعلوم، والثقافة، وذلك بعد قيام الحكومة المصرية بتقديم ملفات متكاملة تناولت الأبعاد الأثرية والفنية لهذه المواقع وكذلك عناصرها المعمارية.