لكل آكلة حكاية مختلفة قد تضرب بجذورها إلى آلاف السنين،
كالفطير المشلتت في مصر، الذي يمثل آكلة مترسخة في وجدان المواطن المصري.
ولكن هل فكرت يومًا إلى أي زمن ترجع أصوله؟ وكيف تم اكتشافه؟
من المقابر إلى الطاولات
في الواقع، للفطير المشلتت قصة قديمة، إذ يمكن التنبؤ بحقيقة هذا الطبق الأصيل، حيث
تُعود أصوله إلى مصر القديمة، عندما قدموه المصريين القدماء كـ قربان للآلهة، ووضعوه
مع المتوفين في المقابر، اعتقادًا منهم في البعث والخلود.
ليس ذلك فقط، بل كان يُوضع مع عناصر لها قيمة مادية كبيرة حينها، مثل السمن، والدقيق،
والعسل.
"رحلة في الزمن".. اكتشاف الفطير الملتوت في مقبرة الأسرة الثامنة عشر بمصر القديمة
أما عن قصة اكتشافه، فهي في الحقيقة قصة مذهلة، فـ من خلال رحلة زمنية تمتد لعدة
قرون، عندما كان علماء الآثار يكتشفون فن القدماء المصريين، تفاجئوا بالعثور على
وصفة فطير تسمى "الفطير الملتوت" في مقبرة الأسرة الثامنة عشر الوزير
رخميرع، وزير من عصر الملوك تحوتمس الثالث وأمنحتب الثاني.
ومن هنا نُعرف أنه كان يطلق عليه في مصر القديمة "الفطير الملتوت"، أي المطبق،
نظرًا لأنه كان يتكون من طبقات فوق بعضها.
ومع مرور الأيام، أصبح الفطير المشلتت جزء من المأكولات والثقافة المصرية، الذي تتوارثه
الأجيال جيل بعد جيل.
ولكن هل تعرف كيف وصل إلى أوروبا؟ وما علاقته بالكرواسون؟
"من مصر القديمة إلى شوارع باريس".. كيف ألهم الفطير المشلتت الكرواسون الفرنسي؟
منذ زمن بعيد، كان العصر المملوكي حافلاً بأنواع كثيرة من الحلويات المصرية، ومع مع
تقدم الوسائل المستخدمة وانفتاح مصر على الدول الأخرى، انتقلت الكثير من الآكلات
للخارج، وعلى أثر ذلك انتقل الفطير المشلتت إلى أوروبا، وفرنسا والذي استلهمت من
خلاله "الكرواسون".
من قرابين لآلهة الفراعنة لأكلة "الصباحية"
أما الآن فـ يعتبر الفطير المشلتت الآكلة الرسمية في القرى الريفية، حيث يقدم
للضيوف احتفاءًا بهم، وفي الصعيد والدلتا يقدم في الأعياد والمناسبات والأفراح، كما أن له مكانة كبيرة بين نساء الريف حيث يقمن بإعداده وإهدائه لأقاربهن، وتعتبر صينية الفطير المشلتت بصحبة العسل والمش من الوجبات الأساسية فى صباحية العروسة فى القرى الريفية.
أقرأ أيضًا:
"أصول المحشي"... قصة مأكولات تراثية مصرية تأثرت بالحقبة العثمانية
"حكاية نجاح حلوى الأمم"...رحلة المارشميلو من النيل إلى باريس
