يعرف العالم كله أن "الكشري" هو علم من اعلام الاكل الشعبي المصري، فهو الطبق الأشهر في كل البيوت المصرية، ويعتبر رخيص الثمن ويناسب جميع الاذواق، فلا يخلو حي من "أم الدنيا" من الكشري، فبمجرد المرور من أما محل كشري تفوح منه رائحة مليئة بمكوناته الرائعة من الثوم والبصل والطماطم، ولكن هل خطر ببالك سؤال هل الكشري مصري أم له أصول أخرى؟
هل اصل الكشري مصري؟
تأتي الحبكة التاريخية فإن الشكري ليس طبقًا مصريًا أصيلًا، ويعود تاريخية عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، فعندما جاء الجنود الهنود مع القوات البريطانية، كانوا يتناولون وجبة مكونة من العدس والمكرونة ويطلقون عليها "كوتشري".
نتيجة لاختلاط المصريين بالجنود الهنود من خلال عمليات البيع والشراء، عرف المصريون هذه الوجبة، وبدأت في الانتشار في أحياء القاهرة التي كان يسكنها إلى جانب المصريين أقليات إيطالية، والذين قاموا بإضافة المعكرونة التي يعشقونها بالفعل.
لمسات المصريين على الكشري
وهذا التطور قد أحبه المصريون كثيرًا، إلا أنهم قرروا أن يضيفوا لهذه الوجبة شيئاً من إبداعهم، فكانت الصلصة الحمراء الحارة والدقة التي تتكون من مزيج من الثوم المهروس والخل والشطة الحمراء، كما أضافوا لها البصل المحمر الذي قاموا برشه على وجه طبق الكشري، وخيرًا اضافوا الحمص لتكتمل الوجبة الشعبية الأشهر على الاطلاق في الأراضي المصرية.
من علامات المطبخ المصري
منذ ذلك الحين، صار الكشري علامة من علامات المطبخ المصري، حيث يجمع بين تقاليد مصرية وتأثيرات هندية وإيطالية، ويمثل مزيجاً فريداً من النكهات والمكونات التي تعكس تنوع وتاريخ المجتمع المصري.
أبن بطوطة يدون عن الكشري
ومن أول من ذكر الكشري في التاريخ المدون هو ابن بطوطة في (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) فقد وصف الهنود، حيث قال عنهم يطبخون المنج مع الأرز ويأكلونه بالسمن ويسمونه كشري (بالكاف والشين المعجم والراء) وعليه يفطرون في كل يوم وكلمة كشري مشتقه من اللغة السنسكريتية وتعني ارز مع اشياء أخرى.
طبق "الديناميت"
والمنج هو العدس أبوجبّة (بقشرته) لكن الأكلة تطورت، حيث أحبها الإيطاليون كثيراً، فأضافوا إليها المعكرونة، ثم جاءت بصمة المصريين فأدخلوا عليها الدُقّة والثوم والصلصة الحارّة، ومن ثم البصل المقلي والحمّص الشامي في مرحلة لاحقة، فأصبح طبق "ديناميت" بمعنى الكلمة.
وتتعدد أنواع الكشري فمنه (الكشري المصري، والكشري الاسكندراني، شكري بلاد الشام، كشري العراق).
أقرأ أيضًا:
رحلة "الفينو" من أصوله في فرنسا إلى قلب مصر